قبل ثلاثة اشهر وبعد الإنتهاء من عمليّة النقل لمنزل آخروترتيب كل شيء، أخذت حاوية حبوب الطّيور، وعلّقتها على الشّجرة في الحديقة. والحاوية تعمل بطريقة ذكية تسمح للطيور بإلتقاط الحبّ من نوافذ في أسفلها تمتليء تلقائيا من الأعلى وحول الحاوية إطار شبكي من الحديد بمنع من الوصول للحاوية إلا من نوافذ معينة. وكانت الحاوية نظيفة والحبوب طازجة وجافّة ومصممة لنوع الطّيور في المنطقة التي أعيش فيها. ومضت الاسابيع وأنا أنتظر الطّيور تظهر. في البداية ظننت أنّ الطّيور تحتاج لوقت لتتعرّف على الحاوية، ثم بدأت أشكّ في الطّيور ونوع الحبوب وأخيرا في موقع الحاوية. فقمت مع زوجي بنقلها في مكان مفتوح ظنّا منّا أنّ الطّيور ستراها. وتأكّدنا من أنّ الحبوب لازالت طازجة. وإنتظرنا عددا آخر من الأسابيع بلا فائدة. كانت الطّيور تهبط على الشّجر بقرب الحاوية وعلى الكراسي تحتها ولا تقف أبدا على النّوافذ الخاصّة بالحاوية.
وفي عطلة نهاية هذا الاسبوع قبل يومين، جلسنا كالعادة نحتسي القهوة في الصّباح ونفكّر في الحاوية وسبب إعراض الطّيور عنها. وقمت بإستعراض صور الطيور التي إلتقطتها على جوالي في السنوات الماضية. وبينما أنا في تلك الحالة من التّركيز ساد الصّمت فجأة واستغرق كلّ منّا في التأمّل الغير موجّه إلى فكرة معيّنة. بمعنى أنّنا تركنا العنان لخيالنا حول موضوع الطّيور وربّما نسيت شخصيا الطّيور. وإذا بزوجي يصرخ: “عرفت المشكلة!” ثم يقفز من مكانه ويلتقط الحاوية المعلّقة ويديرها لتنتظم مع فتحات النّوافذ في الشّبك المحيط بها، واذا بتصوّر جديد يحلّ محل التّصورات السّابقة، وانكشف لنا السّبب الرئيسي في إعراض الطّيور وهو أنّ النّوافذ الشّبكية لم تكن تسمح لرأس الطّير بأن يمتد ليلتقط الحب!
ثم جلسنا نتأمّل في اندهاش كيف غاب عنّا فحص ذلك من ضمن كل التّصورات الأخرى التي قمنا بفحصها. وتسائلت: “ماذا أيضا في حياتي محجوز بتصوّراتي المحدودة؟ ماذا أفتقد من تصوّرات وكيف يمكن أن أغيّر تصوّري؟”. وبعد تبادل أطراف الحديث وصلنا للتالي:
- يحتاج الإنسان إلى حالة من الوعي والتّواجد المستمر مع قضية واحدة فقط بدون مقاطعات أو إزعاج ليتمكّن من الوصول إلى التّفكير المبدع أو الحلول الجديدة المبنيّة على تصوّرات مختلفة.
- يحتاج أيضا أن يكون في حالة من الإسترخاء والراحة في مكان ملهم عند محاولة تغيير التصوّر حول موضوع أو التّغلّب على حاجز أو مشكلة في حياته.
- يحتاج أن يكون “في الوقت” وليس “على الوقت” بمعنى أن الأخير يعني متابعة الوقت باستمرار وماذا أنجزت فيه بينما الأول أن تستغرف في اللحظة وتنجز فيها بدون أن تلاحظ الوقت يمر او الساعة او عدد المهمات المتبقية وهذا يضعك في إطار إبداعي ملهم.
ومعظم هذه الحالات لا يحدث بدون مساعدة من شخص آخر “الكوتش” أو بدون أن يكون لديك القدرة على توجيه أفكارك ومشاعرك ®، ومن هنا تأتي أهمية تنمية هذه المقدرات السابقة وهذا ما أوفّره لكل شخص يرغب في حل مشكلاته أوالتّغلب على معوّقات في طريقه في برنامج وجّه أفكارك ومشاعرك ®.
كان تدريب جميل وفهمت أن أدرك وافهم الحقيقة من كل موقف
طيب دكتوره اذا لم يتوفر لدى الحقيقة من وراء موقف ما ماهو الحل؟
التوقف عن اطلاق الحكم وتاخير ردة الفعل والبقاء في مساحة الشكك والانتظار والصبر على ذلك حتى يتوفر لديك معلومات جديدة تمكنك من الفهم او الحكم. المهم التبين.