تجد نفسك في وسط الزّحام لا تعرف أين تقف و مع من تتحدّث، تدخل السّوق تشتري حاجتك وينتابك شعور بالخوف يستغرق كل جزء من جسمك، تخرج مسرعا وتلتفت خائفا من أن يتبعك أحد ولا تعرف لماذا؟
هذا الخوف هو نفسه ذاك الذي ينتاب عميلة من عميلاتي وهي تعيش في مثل هذه الأوضاع. ولكن خوفها من شيء مختلف. فهي تشعر بالخوف وهي في السّوق من أن يختطفها شخص أو يعتدي عليها أحد بعنف. وتختار الأوقات الحيويّة لكي لا تكون وحدها في المكان. وعندما يكون البيت خاليا من أهلها الذين تسكن معكم، تخطّط لأن يأتي ويمضي الوقت معها صديقة او قريبة او تخطط للخروج قبلهم لكي لا تكون وحدها، وتتمنى لو أن باستطاعتها أن توجّه أفكارها ومشاعرها!
عندما أخبرتني عن حياتها وكيف أن الجميع يرى نجاحها في الدراسة الجامعية والفرص المهنية المتاحة لها. وكيف أنه لا يستطيع أحد تخيل كم الحسابات التي تقوم بها من أجل إخفاء هذه المخاوف. عرضت عليها أن تنتظم معي في برنامج وجّه أفكارك ومشاعرك!
خلال الجلسات التوجيهية والمبنية على استراتيجية وجّه أفكارك ومشاعرك، قمنا بتحليل الأسباب المتراكمة الكامنة والدافعة لمثل هذه الحيطة الشديدة، وتحليل تأثير شعورها بالخوف اللحظي على تصرفاتها وانفعالاتها الجسدية. كل مرة كانت تحقّق تقدماً بناء على الاختيارات التي تقوم هي بتفضيلها الشخصي وليس بأمر منّي أو طلب. عميلتي لديها العقلية التحليليّة وقوة الاختيار ولكن يقف بينها وبين ذلك نسق تفكيري معيق قمنا بتصحيحه واستبداله في جلسات التوجيه وتسليط الضوء على المشاعر الايجابية الممكنة ودورها في تخطي المخاوف. لم أكن بحاجة للتحليلات النفسية للشخصية بقدر ما نميت فيها تصوراتها عن نفسها بمقدرتها على تبني الخيارات المقبلة والأفضل لحياتها ومن ثم تحويلها لأسلوب وعادة. أخذنا سويا نضع السيناريوهات المتوقعة بعد كل سلوك سوياً وحين تقوم بالإجابه كنا نناقش بعدها إذا ما كانت رد الفعل هذه هي الأفضل أم لا ومن ثم نخلص إلى مجموعة من الخيارات السلوكية التي بإمكانها أن تحوّلها لعادات.
إذا كنت تعاني من الخوف فهل انت مستعد لتبديل هذا الشّعور بالأمان؟