تتدفق الافكار بشكل لا نهائي وليس كل منها من يلقى ترحيبا على مستوى الوعي أوالادراك أوالشعور. على مستوى اللاوعي هناك الوف الافكار التي يتم التعامل معها بشكل تلقائي وبدون وعي ببرنامج دقيق تم صياغته من تركيبات جينية فطرية ومن تطبيع اجتماعي مكتسب.
ولا يوجد انسان يولد هكذا او لان والده كان كذا فهو سيكون كذا. ولذا لا عذر لاحد بتركيبته الجينية وهذا الموضوع مهم جدا ويترتب عليه نظريات سلوكيه مهمة نتطرق في علم التدريب السلوكي للانسان. صحيح التركيبة الجينية قد تكون موجودة ولكن ما لم تقابل الظروف البيئية المناسبة فلن تتميز ايجابيا وقد تتميز سلبيا.
هذه الاستقصاء والاستبعاد للفكرة يتم بدون وعي من الانسان، وهو آلية مهمة تحافظ على ادائك المتكامل وتناسق وظائفك الفيسيولوجية مثل التنفس ودقات القلب وتناسق الحركة وايضا موجود لحمايتك من الاخطار التي ترد اليك، فانت تتخطى حجر في الطريق او تتفادى شجرة بدون وعي فقط لان عقلك اللاواعي يتعامل مع الافكار الواردة بشكل تلقائي.
على مستوى الوعي، تصل الفكرة احيانا ويتم استقصائها بوعي او الاحتفاظ بها لكونها ذات معنى منطقي او اهمية. الاستقصاء او الابقاء المقصود الواعي هو ما يسمى بالتفكير المنطقي المتسلسل والذي فيه الاسباب والمسببات وفيه مؤلفات وابحاث لمن لديه اهتمام بكيفية الاستقصاء والاستدلال المنطقي. وهو ليس مبحثنا هنا. مبحثنا هنا هو كيفية الاستفادة من هذه العملية في اطلاق العنان للتفكير المثمر المؤدي لنتائج ايجابية. التفكير المنطقي قد يبدو مرغوبا ومحمودا ولكن الحقيقة ان الطريقة المنطقية التي نفكر بها هي ما يعيق التطبيق السليم لمهارة ما في كثر من الاحيان.
الكثير من الافكار يتم استقصائه وما يبقى عادة ما يكون منطقي ومهم.
د. غادة عنقاوي